تنوع الشخصيات
تتنوّع شخصيّات النّاس الذين نتعامل معهم في الحياة، فهناك الإنسان الطّيب المتسامح الذي تستمع بالاجتماع به، وهناك الإنسان المتكبّر الذي يرى دائماً بأنّه أرفع منك مقاماً وأعلى منك قيمة في الحياة، والحقيقة أنّ التّعامل مع النّاس السّيئين يعتبر تحدّياً لا يستهان به نظراً لما يمتلكونه من صفات يصعب تفسيرها أو فهمها.
التعامل مع المتكبر
إنّ الإنسان المتكبّر عموماً هو الإنسان الذي يعيش حياته وهو يرى بأنّه أفضل الّناس، وهو إنسان لا يستمع إلى الآخرين وإنّما يهمّه رأيه الذي يراه دائماً بأنّه الصّواب والحقّ، وهو إنسان يرفض الاعتراف بالخطأ إذا ما ارتكبه وأقيمت الحجّة عليه، إضافة إلى احتقاره للنّاس والنّظر إليهم على أنّهم أقلّ منه شأناً، وللمتكبّر حركات معيّنة تظهر صفة الكبر فيه مثل الخيلاء في المشي وكأنّه يمشي على رؤوس أصابعه، وإنّ هناك طرائق كثيرة للتّعامل مع هذا الصّنف من النّاس ومنها نذكر:
- النّصيحة والموعظة الحسنة، فأبلغ ما يكون من الوسائل وأنفعها للتّعامل مع المتكبّر هي النّصيحة والموعظة الحسنة بحيث يتم تذكير المتكبّر بقباحة تلك العادة والصّفة وعظيم جرمها عند الله تعالى، فمن يملك من الكبر مثقال ذرّة لا يدخل الجنّة، وفي الحديث القدسي:" العزّة ردائي والكبرياء إزاري فمن نازعني شيء منها قصمته ولا أبالي"، كما يذكّر المتكبّر بحال من سبقه من المتكبّرين وعلى رأسهم زعيم الكبر قارون الذي كان من قوم موسى عليه السّلام فبغى عليهم، فوقف له جماعة من النّاصحين يذكّرونه وينصحونه، قال تعالى (وابتغ فيما آتاك الله الدّار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدّنيا وأحسن كما أحسن النّاس إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إنّ الله لا يحبّ المفسدين)، كما يذكّر المتكبر بآيات الله تعالى التي تذمّ الكبر وتمدح المتواضعين، قال تعالى: (ولا تمش في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً)، وقد مدح الله عباده المتقين بقوله: (الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ).
- أن أتعامل مع المتكبر بمثل ما يتعامل به مع النّاس، وإنّ من شأن ذلك أن يبيّن له قباحة فعله وربّما تولّدت في نسفه الكراهية لهذه الصّفة الذّميمة فيجتنّبها.
- تجاهل المتكبّر والمرور عليه مرور الكرام، فأشدّ ما يداوي صفة الكبر في النّاس هي أن تتجاهلهم وكأنّهم غير موجودين على وجه البسيطة، فالمتكبّر هو من صنف الجاهلين الذين ورد ذكرهم في قوله تعالى: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).
- أن لا تسمح للمتكبر بالانفراد بالأمر وإصدار الأوامر بدون مراجعة أو محاسبة أو تقييم، وقد نعى الله سبحانه وتعالى قوم فرعون لما أطاعوه بقوله: (فاستخفّ قومه فأطاعوه إنّهم كانوا قوماً فاسقين).